jeudi 2 août 2018

الخطاب الجامع للحطب

الخطاب الجامع للحطب
مصطفى منيغ
لم يعد للصمت عشاق ، فزمن مصارحة الشعب بالحق دق، لتتعالى فوق ألأجساد أعناق ، لن يخشى أصحابها بعد الآن تهديد الغرق ،إن تَرَفَّعوا مبتعدين عن تصفيق النفاق ،وتحولوا لتطبيق الوعي مواقف تَحذِفُ ذُلَّ ما سبق.
... طبعاً الخطاب المُرتقب سيدر الرماد علي رؤوس لم يعي الملك جيداً أن أصحابها يتقنون المعاملة وفق الظرف المُعاش أما ضمائرهم مَلَّت الانحناء لمخلفات السراب والشرب من سائل مخدر وعت بمفعوله العقول وقد رأت بعد 19 سنة أن التلاحم مع الشعب هو الأصل وما عدا ذلك يدخل في ماضى كان بلا مستقبل على نفس نهج ما مَرَّ سيكون بما سيُطيَّق .
... لم يصبر شعب على فساد حكامه كما صبر الشعب المغربي رغم حقه المسلوب، ولم تصمت أمة أهان مَن اختبأ وراء إمارة المؤمنين الإسلام كما صمتت في هذا الحيز الترابي المنكوب ، ولم تتعنَّت بالقهر والجور والتبذير وسوء التدبير والنهب والتسيب "قلة" في دولة بشطرها التنفيذي المدني في الألفية الثالثة كما هو حاصل الآن في هذا البلد الذي على ضَيْعَةِ مخلوق واحد محسوب ، ترى ما الباقي أن يقذف بمن خلقتهم أمهاتهم أحراراً لأنياب مجموعة كل شيء قبيح لها منسوب ؟؟؟، مدفوعة ممَّن لا يعترف بأية قوانين ولا يحترم أي دين  المهم والأهم وأهم الأهم عنده ملأ جيوب .
...أحفاد قارون القرن الواحد والعشرين إن لم يعيدوا للمغاربة أرزاقهم ويتصالحون في توبة بينة مع عقيدتهم ويتحملون المسؤولية بجدية يلمسها الواقع أنها بإتباع ما يسمو بهذا الوطن لما يستحقه من اكتفاء ذاتي في كل المجالات وفق المطلوب ، فلينتظروا ما سيصدره الشعب في حقهم من قرار ستعتبره الإنسانية جمعاء بالصائب . إنه لقول متبوع بفعل جماعي سيُترجم بعون الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والإكرام وليس باللعب ، وَعَهْدٌ بدموع  أرامل و يتامى حرب الصحراء، وعرق عبيد استخراج الفسفاط وحرمان مشردي مُلاَّكِ ذهب "طاطا" وأشلاء مناجم "جرادة" وآلام آلاف الضائعين غرقى قوارب الموت مكتوب.
...فإن كان الخطاب جامعا للحطب المُخصَّص لتدفئة "حراك" الحسيمة فليعلم قارؤه أن المغرب شمالا وجنوبا شرقا وغربا بما يسود فيه من عربدة الفاسدين  المسكوت على جرائمهم قد احترق ولا زال دخان أبعاده لعواصم دول "الفيتو" يجوب ، إذ نعلم أن النظام المغربي إن اشتد غضب الشعب سكن للترقيع ناشدا التهدئة بعدها مع نفس سياسة التهميش والإقصاء يذوب ، فالأحسن أن يضع الخطاب "الحسيمة" ومِن حَوْلِها "الريف" بكل مدنه وقراه نموذج عودة ملك لإصلاح حقيقي يمهد به أنه لا زال قادراً على تغيير ما يطالب الشعب بتغييره وفي المقدمة الحكومة الحالية التي انتهى عمرها الافتراضي سياسيا لتطوى صفحة التآمر على هذا الشعب المنصور بالله الذي أظهر بالمقاطعة الناجحة  أنه سيد نفسه متى أراد بأنجع أسلوب ، وليس بالماء على الرمال مسكوب .
في سياق المجهود المنتسب كالعادة للملك (في مجال السياسات الخارجية) تأتي القارة الإفريقية (في ذات الخطاب) محطة توقف لينطقَ بجمل مختارة (على قلتها) بدهاء  في التستر لينسلخ الموضوع ويظل الشكل يتراقص مع خيال المستمعين ربحا للوقت والهاءً للعامة ببيانات لا مجال لها لترقيع الجلباب بأكثر من خيط حتى لا تفقد كلية ميزة الإرتداء ، خاصة بهذه المناسبة التي قد يسترجع فيها نظام الحكم مكانته الأصلية ، أو يدشِّن توجهه للهاوية، مادام الأمر وصلت حقائقه ليس افريقيا وحسب بل شملت الجهات الأربع من حيث المنفعة المحددة في توسيع توزيع مواد قابلة للتداول المصرفي ، في شكل تعزيز إقامة شبكة بنكية تتنافس على جلب واستثمار ودائع مالية هامة افريقية محلية، تصبح عنق زجاجة للهيمنة على اقتصاديات بعض دول القارة المعنية ، بكيفية تقنية تساعد على تواجد مستمر كفاعل تنموي مَظْهَرِياً ، يقتنص فوائد مادية بموجب اتفاقات رسمية كغطاء قانوني جوهرياً ، مما يجعل الرابح من العملية ككل ، شركات معروفة قائمة في المغرب أو مستحدثة في أكثر من دولة افريقية أفرزتها الزيارة الملكية الشهيرة  المطولة للقارة نفسها ، التي لم يكن هدفها فقط العودة لعضوية الاتحاد الإفريقي قصد قطع الطريق الدبلوماسي على نجاح تقدم جبهة "البوليساريو" اتجاه فرض وجودها (فيما تدعيه) على الساحة السياسية الإفريقية ، بل لها ارتباط وثيق بتحركات ملك مهتم بترويج مبادراته الاقتصادية كرجل أعمال طموحاته عالية في كسب يليق بثروته الشخصية التي يحاول من تسعة عشرة سنة الوصول عن طريقها لأولى صفوف أغنى أغنياء العالم ،. لذا الاقتصادي الراغب دوما في الكسب المادي الغير محصور الاصفرار بعد الرقم المحترم الذي يسحبها خلفه وبالعملة الصعبة، صعب عليه التركيز في قضايا سياسية جد حساسة تتعلق بمصير قضية  المغرب( دولة وشعبا) الأولى ، المرتبطة أساسا بالوحدة الترابية وبقاء النظام المغربي نفسه ، لذا ارتُكِبت أخطاء فادحة من غير الميسور استدراك خسائرها المادية والمعنوية ، منها المخطَّط السري المعمول (ساعتها) لتجميد الحكومة الشرعية عن دواعي لا يليق أن تذكرها دولة في حجم المغرب الزاخر  بعلماء وفقهاء وعباقرة القانون كقانون لا يستحمل استخلاص اجتهادات تخص بعض فقرات فصوله لتتمشى على هوى قرارات فردية تُؤخذ دون الرجوع لذوي الاختصاص  حتى لا يتم رفضها جملة وتفصيلا ، بعدها تعيين  رئيس البرلمان بتلك الطريقة العجيبة الغريبة التي ضربت آخر مسمار على نعش الديمقراطية المغربية ليصبح الوطن رهبن تعليمات تُنَصِّبُ فيه مَن شاء صاحبها أو تقذف بمن شاءت للسجون بأحكام قاسية دون أن يرفع أصبعه بالاحتجاج أحد ، وكل ما وقع ، بما في ذلك موافقة البرلمان المغربي  على القانون الأساسي للإتحاد الإفريقي، كان مثار استغراب خبراء القانون الدولي و إقرار الكثير من سياسيي ومفكري الدول المتحضرة على جعل المغرب خارج نطاق الدول الراغبة في بناء سياسة حكمها خلال الألفية الثالثة على مسار ديمقراطي بمشاركة المغاربة أحزابا كانوا أو نقابات أو منظمات أو مجتمع متمدن مكيف مع متطلبات العصر القائمة على التمكن من الحقوق للقيام بالواجبات . (المقال القادم تحت عنوان : خطاب سفينة  بلا ركاب)

مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان
في سيدني _ استراليا

mercredi 25 juillet 2018

الخطاب سيعجل بالأسباب

الخطاب سيعجل بالأسباب
تطوان/ المغرب : مصطفى منيغ
لن يكون تاريخياً ولا مُعاصراً ولا خطيراً بل خطابا عادياً يقرؤه ملك معتقداً أن سكان المغرب عن آخرهم يستمعون إليه كالعادة ، ويصفقون عن محض إرادة، ثم ينسحبون في هدوء وصمت كأي مرة ، انتظاراً لنفس الحدث الدائر بذات المراسيم الفلكلورية المُكررة  . هناك المكلفون بكتابة الخطاب يتابعهم مباشرة خبير سياسة النظام الملكي كما يطلقون عليه داخل ذاك الديوان حيث "الصفوة" المُؤدى لأعضائها رواتب تفوق أجور بعض رؤساء الدول المتقدمة ، تُعقد حلقة للقراءة الإيطالية كما يسمون الفاعل العاملين بالميدان المسرحي للتمرين على النطق السليم واصطحاب النبرة الصوتية حلال مقاطع من نص سيذاع فحواه بواسطة الإعلام المرئي بالمجان وطنيا وبالمقابل بالنسبة لبعض القنوات ذات المشاهدة العالية العدد  عبر العالم ، طبعا للملك معلومات تُضاف للخطاب كأوامر تُعطى يستوحيها من مقامه الذي يجعل منه الأول والأخير مهما كان المجال براً أو بحراً أو جواً وكل مَن فوق المغرب عليه الولاء والطاعة والسجود ، ومن يعاكس ذلك فهو خائن يُحاكم سراً أو علانية لا فرق إذ ليس هناك دفاعا منتميا لأي هيأة قضائية من "طنجة" إلى حدود "موريتانيا" قادرا الوقوف حيال الإرادة الملكية الشريفة المقدسة المبجلة التي لها بهذه المناسبة احتفالا يبتدئ برنامجه بسماع الخطاب المذكور وينتهي بالسجود للملك كانسان دون الله الرحيم الرحمان.
... الخطاب لن يُلَطِّفَ أجواء  "الحسيمة" ، ولن يعبأ بوضعية "جرادة" ، أو يهتم بما سيترتب عن مثل الأحداث من تصعيد لوتيرة الاحتجاجات على الصعيد الوطني مستقبلا ، ليُبيِّن أنها شكل من أشكال التعبير الجماهيري العابر لن يُغيِّرَ في مخطط نظام الحكم قَيْدَ أنمُلة وكما الكتاب يُقْرَأُ من عنوانه على المُنتَظِر الفهم أزيد ، أن يستحضر ما حلَّ بالمسؤولين فيما عاد يُعرفُ بمشروع "منارة المتوسط" الذين قرَّر الملك في شأنهم ما قرر من عقوبات ظلت لحد الساعة أقوال مناسبات بعدها يهيمن النسيان بمفعول القوة ومن أراد أن يشرب من البحر فهو قريب لسكان"الحسيمة" ومن تحالف أو سيتحالف معهم بَدْءاً من منطقة الريف طولاً وعرضاً ، بقي هؤلاء ينعمون ويمرحون ويرقصون في بعض المهرجانات كأن الذي ربط مسؤوليتهم بالمحاسبة مجرد راعي يسعى لإخراجهم سالمين إذ كانوا يُنفِّذون تعليماته أساسا والعاقل من حلل انطلاقا من معلومات لا ينال أدنى شك من صحتها ، والأيام بيننا .
... الذين يسهرون على كتابة الخطاب والعرق يتصبَّب من جباههم خوفا من فقدان الثقة الموضوعة فيهم من طرف تابع خُطى المعني بالأمر، نجباء في عكس الوقائع بما يجعل الجائع يتصور أنه غير ضائع ، لكن التوقيت لم يعد يؤجل ما يستوجب الحسم لأسباب بسيطة دشنها الملك لحظة السؤال الذي طرحه مرددا :
- أين ذهبت الثروة المغربية ؟؟؟.
... منذ تلك الهنيئة بدأ النفق يتوغل حافره لاقتحام منبع أسرار تتوزع قنوات سيلانها بين باريز (فرنسا) ونيويورك (أمريكا) و "تل أبيب" (إسرائيل) ، وأثينا (اليونان) ، وبارن (سويسرا) وأيو ظبي (الامارات) دون حصر القائمة . ومع ذلك لا زالت الفواتير تُدفع من طرف الشعب بما فيها الموجة لتغطية تكاليف المناسبة المُعدة لسماع خطاب لن يُقدم أو يؤخر شيئا وَتَدُ الخيمة الأساسي المقامة فيها حفل السجود لملك ابتعد ،أقولها وأمري لله، عن سماع صوت الحق المنطلق من حناجر الشعب المغربي العظيم حفظه الله ونصره . (المقال المقبل تحت عنوان:"ّالخِطاب الجامع للحَطب")
                                                   مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان

 في سيدني _ استراليا

lundi 23 juillet 2018

الخطاب، سيبتعد عمَّا لذَّ وطاب

الخطاب، سيبتعد عمَّا لذَّ وطاب

تطوان : مصطفى منيغ
الجَوْهَرُ سيظل عَكسَ المُنْتَظَر، السَّطْحُ كلمات مُنَمَّقَة بها نفس اللسان لعشرين مرة عَبَّر،  كأنه بالجديد للمستقبل الأفضل عَبَر، يخال المنتبه له أن الآتي قبل نهايته مُعتبر، لكن المجموع سيكون مخيبا لجل التوقعات بل أمَرَّ من ذلك أو أكثر، المُحاطُ بالتقارير المغلوطة المضخَّمة بأرقام غير مضبوطة لن يُبَدِّلَ أو يتغيَّر ، بالأحرى إن كان رِبْح محيطه يزداد فما الحاجة إذن لسماع مَن إذا أنصفهم لذات المحيط خَسِر ، الحل المعتمد كائن لديه في القوة يكفي بمجرد اصغر إشارة، إسكات كل الاحتجاجات و في محاكمة واحدة معاقبة مَن تزعم المظاهرات أو بخروجها أمر.
الخطاب إن بقي في المغرب مَن يستمِعُ إليه خارج المجهودات المبذولة من طرف عمال الأقاليم بواسطة أعوان السلطة والقُواد ورؤساء الدوائر والباشاوات الضاغطين على السكان لحضور حفلات الاستماع المقامة بكؤوس الشاي والحلويات سيكون خلال هذا اليوم والملك يخلد ذكرى جلوسه على كرس الحكم المطلق في هذا البلد  ثم بعد دقائق يطاله النسيان ،  ولن يتوقف زمن الزمان ، على إصلاح ما فسد في عموم الوطن ، ليؤرخ أن إدراك ما فات حلَّ في مثل الابان ، بعزيمة ملك اختار الرجوع لخدمة الشعب وتبرئة نفسه من "قلة" رهبان ، كادت إلحاق الجميع بكارثة سيتردد هولها (لو حدثت) على كل لسان ، أينما استقر فوق البسيطة إنسان .
 المستثمر لن يُفَرِّطَ في مجموعة مستثمرين مثله أو أقل من ذلك بكثير يفضلون التعامل (ولو غير المباشر) مع آلياته النافذة لضمان تصريف المنتوجات وحصد الربح الوفير بدل إتباع المسالك القانونية المطبقة بوجود حكومة لها مفعولها الدستوري وإرادة مستمدة من اختيار الشعب لها أولا وأخيرا ، لذا المقاطعة لم تهدف لتكسير شوكة "الثلاثي" المعروف بل الوصول لراعيهم وتنبيهه أن المعلومات الصحيحة أصبحت مباحة تتوارد من موريتانيا ودول معينة افريقية ورأس الحربة في الموضوع فرنسا ، تتوافد بنظام وانتظام على عقلاء لا زال أصحابها متمسكين بحكمة الصبر كي يستيقظ من استحلى السبات وتركها مباحة للنهب والتسيب وإلحاق كل أنواع الضرر بالشعب المغربي الذي لا يستحق لعظمته مثل هذه الحالة التي وصل إليها أعزَّ ما يملك المغرب .
لو كانت الحكومة قوية لا تخشى في الحق لومة لائم لما واجهت الشعب بسلسلة من الشتائم بعيدة كل البعد عن مقامها التنفيذي الإداري المدني الرفيع ، وبدل أن تعالج المقاطعة باحترام خيارات الشعب المغربي ، تبنت الدفاع عن مصالح مستثمرين بكيفية لم تترك أدنى شك أنها بمثابة خاتم من قصدير في أصبع مكلف بتبليغها التعليمات لتنفذ دون أن تتنفس ، وهذا نفسه يعد مدخلا أن شأن المقاطعة لن يتناوله الخطاب أن كان الملك لا زال مواصلا حمايته لبعض الجهات المرفوض بقاؤها (على ما تهواه من استغلال مفرط لخيرات البلاد) من طرف الشعب ( والى المقال التالي بعنوان: الخطاب ، سيعجِّل بالأسباب )  
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان

 في سيدني _ استراليا

vendredi 31 mars 2017

المَمَرُّ مشؤوم والسبب معلوم

المَمَرُّ مشؤوم والسبب معلوم  
   
من سبتة كتب : مصطفى منيغ MUSTAPHA MOUNIRH
مساكين من سلكوا الوادي الحار وبدل أن يفرحوا بالنجاة انشغلوا بالروائح الكريهة التي عَلِقَت بأجسامهم جميعها من أعلى شعيرات في رؤوسهم إلى أظافر أرجلهم ، ولن تكفيهم مياه المملكة المغربية العذبة منها والملوثة لتنظيف أنفسهم ، على الأقل، خلال السنوات الخمس القادمة ، بعدها سيطويهم الزمن طي أوراق كُراس لم يعد الموضوع المدون داخلها يجلب اهتمام أحد، فيكون مصيرهم بين يدي خالقهم العالم بختام أحوال كل عبد من عبيده سبحانه الحي القيوم ذو الجلال والإكرام .
غافلون عن الحقائق وهم يصفقون لمظاهر متحركة على حساب عرقهم أ يلعبون نفس الأدوار التي أوصلت الأحوال لما وصلت إليه، ِلتُعَوَّضَ (بعد حين) بآخرين، كما رُسِمَ في صَكِّ الوراثة بحبر القهر والاستفزاز وفرض الصمت بلسعات سياط، كما انطلق الأمر ذات تاريخ من مدينة "سطات" ، في تناقض ينهش مقامهم كلما فكروا في التغيير المهيأ على مقاسهم دون ترك ما ينبه المتقدمين نحوهم عن بقايا أخطائهم الداعية أساسا لذاك التغيير ، دلائل تكون بمثابة إدانتهم بما يجب ، على ما كان القيام به من زمان واجب ، ليحظى كل متغطرس أنه مهما طغى التغيير يلاحقه وفيه تكمن إعادة الحقوق لذوي الحقوق بالتي هي أحسن من ضوضاء يصيب ظلماً الأبرياء، ولو أدركت الأفاعي طريقة تخلصها من بقايا جلود استبدلتها بأخرى، لاستعملتها لإبعاد دلائل تنبه المعنيين بالسلامة عن جحورها كي يحتاطوا قبل التوجه من أي زاوية لمثل الأمكنة ، لذا الأمر بَيِّن واضح ، فكما لكل زمان رجال ونساء، لهذا الزمن مميزات قد تغني نفس الرجال والنساء عن التقيد بما طُبِّقَ عليهم بالقوة في أزمنة سابقة ، سُنَّة التطور تدعو لذلك إن كانت طبيعية ، اليوم المفروض أن يكون أحسن من البارحة، أما أن يوصف بالأسوأ منه ، فالعاقل من يراجع نفسه ويبحث عن مصدر الخلل المؤدي لعرقلة التقدم نحو الأحسن . الشريط ألطرقي الممتد من مدينة "تطوان" إلى مدينة "الفنيدق"عرفتا ضفتيه نهضة عمرانية غير مسبوقة ، لكن وللأسف الشديد "الممر المشؤوم" بين الأخيرة ومدينة "سبتة " يَضْرِبُ عرض الحائط بما أُنْجِزَ وصولا حتى لمدينة "طنجة"، إذ ليس هناك ما يعوض اهانة تَعَرَّضَ لها إنسان مغربي (رجلا كان أو امرأة) فبالأحرى أن يكون العدد المُهان يطال الآلاف من المغاربة خمسة أيام في الأسبوع ومن زمان ،على مسمع ومرأى سلطات المملكة المغربية ، المفروض أن تضع نفسها رهن إشارة كل حامل للبطاقة الوطنية ، بدل الاكتفاء بالتفرج ومن بعيد كأن الأمر يخص فضاء سرك تتصارع الحيوانات من كل الأحجام الجسدية والنسب العمرية داخله ، للحصول على لقمة عيش ، ينغص عليها الحياة مَنْ يملك ظلماً حق المرور صوبها ، هذا وحده يكفي لإدانة السياسة المُتَّبَعة في وضع استراتيجيات تخدم مصالح معينة على حساب الطبقات الشعبية المسحوقة و المُبْعَدَة (بالطرق المحرمة) عن حقوقها المشروعة . ألآف النساء يتعاطين الرذيلة والبغاء، في مدينة "سبتة" ، يبعن أجسادهن علناً دون حياء، وبكيفية لا وجود لها (إلا نادراً) في حي "بيغال" بمدينة "باريس" الفرنسية ،تفوق بشاعةً عما يقع في ملاهي "لاس فيغاس" الأمريكية ، و بأبخس ثمن قلَّلَ من قيمته العرض الفائض بكثير عن الطلب ، فأي عار يلطخ سمعة المملكة المغربية كما هذا يلطخها ؟؟؟، في زمن تسعى فيه لنشر اهتمامها بأماكن لن تستطيع فيها حجب شمس حقيقة ما تعانيه داخل أجزاء من أراضيها مكدسة بمشاكل لا تزدها الأزمنة إلا تفاقما وأزمات ، وأي مصيبة ألعن مما أصابت هذه المنطقة ؟؟؟، الظاهر أن المسؤولين الرسميين المركزيين لم يطَّلعوا على تاريخها إلا بالقدر المسجل في "منوغرافيات" جماعاتها المحلية، التي لا تعني غير در الرماد في العيون لتظل أبصار شباب هذا الجيل مكتفية بالمسموح مشاهدته لا غير، وأي مصير تترقبه؟؟؟، إن كان الحاضر فيها ممزوج بأقصى ما يتحمله الصابرون المغلوبون على أمرهم، المقذوف بهم لنزع ما يسد رمقهم من "سبتة"، ولهم مع كل خطوة، تقليل قيمة، ومس شرف، ومذلة تعافها حتى البهائم ، فلو هيأت المملكة المغربية ما يغنيهم عن مثل التنقل اليومي من مجال تشغيل مُعطَّل إلى مساحة بالرغم من حاجتها لمن ينظف أجزائها من مخلفات استهلاك سكانها ،يبالغ من يحكمها ، في تشديد الخناق عليهم، رافعاً شعار إن كانت المملكة المغربية استغنت عنهم فلن نتحمل مسؤولية إعالتهم ولو بذلوا ما بذلوه من عرق سبيل ما نحققه من إرباح مادية ومساهمة غير مباشرة في تقدمنا وازدهارنا ، لو هيأت المملكة المغربية لهؤلاء ما المفروض أن تهيئه ، ولها من الإمكانات ما تستطيع على انجازه لو اتبعت حكمة الانصاف في توزيع ما تزخر به جغرافيتها من خيرات توزيعا يشمل كل قرية ومدينة ، وتخلت عن سياسة الانشغال بناحية دون أخرى لأسباب معروفة لدى الجميع ، تابعة سياسة أخرى تنظر بعين الحق أن المغاربة سواسية حيال الخدمات الرسمية ،علما أن الأموال أموالهم والأرض أرضهم والاستقرار هم صانعوه . (للمقال صلة)    
    مصطفى منيغ                                                                   
Mustapha mounirh
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب منظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان باستراليا
الأمين العام للمركزية النقابية الأمل المغربية
ناشر ورئيس تحرير جريدة السياسي العربي
المراسلات: صندوق بريد رقم 462 / المضيق / المغرب
212675958539

samedi 3 décembre 2016

أتفاحة بداخلها قرحة ؟؟؟

أتفاحة بداخلها قرحة ؟؟؟
مصطفى منيغ
مهما تأخَّر تشكيل الحكومة أو الإعلان عن محظوظي الأحزاب المشاركين فيها لم يعد الموضوع يهم إلا القليل القليل من المغاربة ، أما الأجانب فقد خرجوا هذه المرة بانطباع حقيقي أن البلاد محكومة بالكامل لصاحب الشأن يفعل بها ما يشاء وفي أي توقيت أراد مهما كانت المعطيات للواقع المعاش مغلوبة على أمرها في الجوهر وعند السطح غالبة .
بجهد متواضع يصل المحلل النزيه للأحوال السياسية في المملكة المغربية  أمتأثرة هي بالتطور الديمقراطي البالغ الذروة في المعاملات السياسية داخل الدول المُحْتَرَمَة باحترام شعوبها أم مجرد أحوال سياسية وكفى لا شأن لها بما يقع خارج الحدود أكانت مع العرب الفقراء الحضور أو إفريقيا البئيسة على المستويين البعيد قبل المنظور  أو أوربا الهرمة الجذور أو أمريكا بما أنجزته من مقامات عالية؟؟؟ ، ما دامت سياسة قائمة و متحركة بتراخيص ممنوحة بسلسلة من التدابير الاستباقية الجاعلة ما يحصل مستقبلاً حَدَثَ في الماضي بمفهوم الوسيلة تُبَرِّرُ الغاية غير العادية .
... الاستشارةُ المُكَلِّفَةُ جداً الموكولُ لها توجيه الآمر بالانضباط للتَّحكم في أكثر من تيار وأبْعَد من منهاج وأَزْيَد من منهج علمي وأدق من طموح (ولو كان مشروعا) الظَّاهِرُ أنها مُلْزَمَة (في لغة العصر) باستبدال درايتها المنتهي عمرها الافتراضي بأخرى تساير مغرب الألفية الثالثة حيث الدول بما تملك تختار ترتيبها أرائدة أم تابعة أم في الأخير متبوعة بأداء الثمن (لبقائها رغم تدهورها) غاليا.
... الصراع جِدِّي بين الدول المتقدمة الراغبة في الحفاظ على مواقعها المكتسبة بجهد جهيد غالبا ، الأمر عندنا يختلف تماماَ إذ لا نملك موقعاً متقدماً يخاف المتحكمون فينا عليه ، بل هم في راحة شتاءا ما دامت السماء تمطر بما يُبقى على صمت الفلاحين الذين إن علمنا أن المملكة المغربية فلاحية بالدرجة الأولى تعرفنا على حجمهم الكبير الغير مطابق لنتائج الإحصاء الرسمي جملة وتفصيلا ، وفي استجمام صيفا فالوطن مطل على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ويقتسم مع شبه الجزيرة الأيبيرية ممر مضيق جبل طارق بما يعنى أن شطئان الاسترخاء المجاني تفوق التصور بكثير، وفي تجميع الحصاد خريفاَ ، فالمداخيل بالملايير تٌنقل لمصرف خاص لثقل حجمها بالشاحنات ، لتُصرف على البذخ ومنها استبدال مرمر القصور  المستورد من بلاد جعلت منها حكايات ألف ليلة وليلة وجهة تنافس بين المطالبين بالتخفيف من أصفار المبالغ المهولة الحاصلين عليها بأخوات كان المضاف إليهن حروف العلة يتقدمهم الأجوف المتوسط الفعل ، ... خبراء البنك الدولي على دراية بالسيولة المالية المتحركة داخل المملكة المغربية أكثر من وزارة المالية نفسها المحجوب عنها جزءا من الميزانية العامة ومع ذلك تُصرف بقانون تحت مسؤولية "الحكومة" برئيسها في المقدمة ، وفي وقفة مثيرة للدهشة ربيعاً حيث يتم اقتناء كل لوازم القمع من عصي وقنابل مسيلة للدموع وسيارات مصفحة بأحجام تناسب كل المناورات الأمنية والملاحقات حتى بين الدروب الضيقة ، فعدوي ثورات تونس ومصر وليبيا تلاحق من تلاحق هنا حتى إن أظهر رباطة الجأش واصطنع كل صفات الشجاعة المراد بها الدعاية أنه وسط شعب يخاف غضب المدربين على تكسير ضلوع الأبرياء بلا اكتراث بأي متابعة قضائية فالسلسلة حلقاتها من معدن واحد مركبة للدفاع عن مصالح "قلة"لا سيطرة فوق سيطرتها ، ومن يقول يغير ذلك لا علاقة له بهذا البلد أصلا  وربما يكون من أدغال إفريقيا .
... لتكون الحكومة قبل متم الشهر الحالي (ديسمير2016) أو تؤجل لغاية إعادة الانتخابات برمتها ، لتفرز المرغوب فيه الأكثر تمثيلا لعمق المرحلة حتى تدور دائرة الصفر دورانها المألوف منذ استقلال الوطن إلى الآن أو أن يتجمد أي شي ذي الصلة بالموضوع ، فالأمور لن تتغير على الإطلاق ، إذ كل الاحتمالات مُتَحَكَّمٌ فيها حتى الأسوأ من الأسوأ الناتج عنها، بوجود الأغلبية الصامتة المنحازة في مجملها لاستبدال السياسة الرسمية بأخرى أكثر تعاملا مع حقوق الانسان منذ ولادته ، وتوقيف بعض الأحزاب السياسية عند حدها ، وحجب الدعم المادي على الباقي منها ، والقضاء المبرم على كل صنوف "ريع السراب السياسي"، وجعل القضاء مستقلا الاستقلال التام و الحقيقي .
... وإلا سنكون جميعنا تفاحة بداخلها قرحة.
الرباط 2 ديسمبر 2016
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي

mercredi 30 novembre 2016

تعبير لمرارة سياسة عابر

تعبير لمرارة سياسة عابر
مصطفى منيغ
تَغَيَّرَ المُتَغَيِّر، وارتَجَّ في موقعه الأكبر، المنعوت بالعقل الأصغر، أمامه الآن إلى الخلف الفرار، أو يبقى حيث تقهقر، مودعاً قناع وجه هِزَبْر، مستقبلاً عن شعور باحتقار، رمز فأر، يُلصِقُهُ خلفهُ أعْلَى الظهر، دليل سخرية الدَّهْر، مِنْ بِزَيْفِ المَظْهَر، لِزَمَنٍ ليسَ بالطويل اغْتَرّ، فصال وجال و"ّتَعَنْتر"، للحظة ما مَلك لسواها أي اختيار، أعادته لباب الدار، مطرودا من كماليات تضم السائل الأصفر، المداوي مَن به داء كما جاء على لسان الحسن بن هانئ شاعر المجون والخمر ، ومربوعات القد المشبه محيا أخرهن بالبدر، الملتقطة أغلبيتهن من عشوائيات حارات العهد الجديد بالمعكوس مُعتبر، وحقائب مكدسة بالأوراق المائل لون الملايير من تعدادها المضاعف تلقائيا للأزرق و الأخضر.
تبدل المبذول بتجاربه ونتاجاته الغريبة الأطوار، تَبَدَّدَ بعدما (في كل مجال) تبعثر، فما أُسِّسَ عن باطل مصيره مخطط بالأحمر، ينبه (مِن بعيد) عما ينتظر المحاولين التقرب إليه من خطر، فليس بعده للنهوض لبدء المسار، مهما صُرفَ من مخزون مدفون في نفس الغار، المحروس(من مراحل) بالحديد والنار، كاحتياط لا ينفذ مادامت مصادره متجددة آخرها مردود معادن ثمينة تُستخرج ليل نهار ، "العامة: ليس لها بتفاصيل الموضوع أدنى خبر، حتى التقرب من أماكنها ممنوع من بُعْد آلاف الأمتار، كأن القضية متعلقة بحفر لاستخراج النفط الآبار، الداخلة في خانة حفظ أدق الأسرار، أو قاعدة لتشييد مفاعل نووي يُدخِل البلاد نادي مالكي صنع سلاح الدمار الشامل للاصطفاف مع أمريكا وإسرائيل وإيران وروسيا والصين والهند والمملكة المتحدة للارتفاع من أدنى منحدر إلى أسمى مقدار.
انعكس المنعكس على الانعكاس المعكوس بتداخل دلالات المعنى المنفرد بالتفسير المراد به التقصير، للاستكثار من توالد ورثة القانعين بفرش محوره الحصير، الراغبين العمل حتى في سوق بيع وشراء الذمم المزدهر في مواسيم الانتخابات المُخصصة للجماعات المحلية قروية كانت أو حضرية أو التشريعية الفارزة البرلمان بغرفتيه أو بالاصطفاف على قارعتي الطريق لتحية المواكب الرسمية المارة المُنَعَّمَة بمشاهدة القرود من الصنف البشري يتقافزون مصطنعين الفرح المزيف المُستَبْدَل بذرف دموع الحصرة والندم والقبول بأرذل التصرفات لإيجاد لقمة تسد رمق ألوف طَريحي أكواخ بعضُها تعافها الخنازير.
ولَّى المتولي وتَدَلَّى في قعر جُبِّ قراره لهيب من الطبيعة مُحضَّر، يُذِيب ماضي أشقياء تمادوا في الصمت المُذِل المُتَرْجَم عن غير وعي بالصبر، عِلْماً أنَّ السكوتَ على الجريمة مشاركة مباشرة في ارتكابها والمفهوم يشمل الجريمة السياسية ومنها الجاعلة بعض الأحزاب السياسية تتقاذف بين أرجلها من أجل مصالح زعمائها الذاتية مصالح الشعب أساس الدولة برمتها معتمدة عما في ثواني يَظْهَر ، على وسائل إعلام مرئي تابع شكلاً ومضموناً لنفس الدولة التي اتخذت شعاراً من شعاراتها "لا للحزب الواحد" والحقيقة المرة رَسَّخت آخَرَ في ذاكرة الشعب المغربي العظيم حفظه الله الحي القيوم ذو الجلال والإكرام ورعاه "لا للحزب التافه" بالحجة المُسْتَحَقَّةِ كقول مُؤَكَّدٍ لكل مَنْ غاب عن مراجعة هذا النص أو للتمعُّن فيه حَضَر. (للمقال صلة)
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي

00212675958539

vendredi 26 août 2016

السَّلام بالأَهَمِّ مِنَ الفَهْم

السَّلام بالأَهَمِّ مِنَ الفَهْم


مصطفى منيغ        
السلام معناه  على أرض الواقع أن يشمل التعامل بين الجميع بالود والثقة المتبادلة وتقديم التفاؤل والأخذ بالنوايا الحسنة وهذا نابع أساسا من تربية تكبر مع الصغار من شأنها زرع بذور التعاون لحصد انجازات اجتماعية تقاس على قاعدتها الصلبة مدى تقدم الشعوب صوب التنمية بالحرية المسؤولة والعدالة الاجتماعية و يدي الدولة المبسوطتين إحداها لاحتضان الصالح وتشجيعه بما يجعل اجتهاداته منفعة عمومية صرفة ، و أخراها تمسك بالطالح لمحاورته بالعقل والكلمة الطيبة المؤثرة في نفسيته كابن آدم ينعم بالحواس الخمس ويستنشق أكسجين الحياة ويشرب من نبع الاستمرار في المشي حيث أراد لملاقاة نِِعْمَ أو الذوبان في بِئْسَ ، ولكل اختياراته في الموضوع والخالق يحاسب عباده واحدا بعد الآخر على انفراد ، يملك الوقت الخاص في مثل الوقفة الرهيبة التي لا يمكن تصورها دون الإحساس بارتعاشات الخوف تسري بين خلايا الجسد تقديرا لما ينتظر من حساب عسير لا اعتبار لنفوذ في مجرياته ولا مكان يتبعه لجاه أو مال ، إذ الكل للعلي القدير رب السماوات والأرض .
السلام ليس وليد توقيت معين بعد انتصار أو هزيمة مرفوعة خلاله أفنان زيتون وسرب من الحمام يطلق سراحه لتجسيد ما قد يتفق مع العديد من الناس من مختلف الأجناس كلغة إشارة ، أبدا ، السلام أكبر وأعمق من ذلك بكثير مرتبط شاء من شاء وكره من كره ، بالعدالة ، بالحكم العادل ، بالحقوق الإنسانية الفردية قبل الجماعية ، بأسلوب النطق وما يتخلله من براهين الدلالة بالدراية والمعرفة ، بالإجابات الصريحة عن الأسئلة الصعبة ، بالمقارنة بين السائد من مستويات الفكر والتفكير خلال العقد الأخير وما أطل من الجديد ولو بسنة أو اثنتين ، بالوسائل التدبيرية الدستورية ماديا وبشريا ومدى تأثيرها الإيجابي على العقليات العمومية الحاضرة ، بانسجام المجالس المنتخبة بالكيفية التي تمت فيها عمليات الانتخاب ، بالاعتماد على الطاقات الذاتية والكفاءات المحلية ، وبالتالي الثقافة الرفيعة التي تناقش بالعلم المستجدات ولا تنبطح لسياسات أبان فارضها أنها تساير هواه ليس إلا .
السلام شرط لامتلاك الرخاء إن تم الأخير بحكمة تصريف الإمكانات وفق الاحتياجات خدمة للصالح العام دون تحيز الدولة لعائلات سياسية بعينها لتكون معبودة أغلبية شعبية لا دور لها إلا تقبيل الأيادي والاكتفاء بتنظيف ممرات قد تمر منها الطبقة المحظوظة بصمت لم يعد مفيدا لتأخير نشر سرور السلام وتقديم شرور هيمنة العدم
إن فهمت أنتَ مُدركٌ نصفَ الحقيقةِ والباقي مَرهونٌ بتفسيركَ لما فهمتَ أو اتخذته تصرفاً ملتصقاً بعاداتك أو موقفاً تدافع عنه بقناعة عقلية وراحة ضمير .
ما يقع في سوريا واليمن والعراق وليبيا ليس بسلام ، بل البحث بلغة الرصاص عن تحقيق العدم ، من طرف قِوَى تسعى حماية نظامها خارج ذاتها ، بدفع الأجْرِ أو المشاركة في تخطيط سبَقَ اعتماده قبل الحروب العالمية التي شهدها القرن الماضي وما سبقه لتكوين حدود غير الحدود والسيطرة على حقوق الغير بأسباب واهية لا صلة لها بطموحات الإنسانية ولو كان في جزء ضئيل منها خارج سرب الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والأعراف والمواثيق وما توصلت إليه الأمم المتحدة من اتفاقات شيدت عليها أركان منظمتها وإن كان بأسلوب طغى عليه ما جاء لفائدة الخمسة الكبار الذين لا زالوا يتحكمون في رقاب الدول الأعضاء المعترف بهم أصحاب سيادة
ما كان للمملكة السعودية أن تنجذب لخيوط المؤامرة ولو بدافع مواجهتها شيعة إيران ، وتقذف باستقرارها لُقْمَةً سائغة لما يحدث الآن في اليمن ، وهي الملزمة بالحياد إتباعاً لمقامها وموقعها وخدمتها لدين الإسلام الذي بفضله تعيش وليس بالنفط ومشتقاته،  لو أردنا لها أن تفهم أن السلام بناءٌ للمستقبل دون اللجوء لضرب الأبرياء مهما كانت ملتهم أو عقيدتهم أو جنسيتهم أو اللغة التي ينطقون بها ، ما دام الإسلام دين تعايش وحوار متحضر قائم على الإقناع بالتي هي أقوم ، وليس بضرب الأعناق لفرض بقاء نظام أسرة دون أخريات، وجميعها توحد الله ومن نفس الوطن . لكن البذخ الأجوف  في المظهر داخليا، والتبديد المصرفي لتأسيس بؤر الاحتماء في الجوهر خارجيا،  وإتباع سياسات ظنتها المملكة السعودية حامية لكيانها، منذ الخمسينيات إلى اللحظة ، ضَرْبٌ من الخروج عن الرقي الفكري السليم، المتواصل مع الثقة الكاملة في القدرات المحلية إن نمَّاها العلم "المطلوق سراحه" ونفضت تلك الجماعة الحاكمة عن تحركاتها تصرفات عهد الجاهلية .
قطعا لن تحقق المملكة السعودية في اليمن أي نتيجة ايجابية تعود عليها بزعامة منطقة الشرق الفاقد وسطه ، أمر الزعامة محسوم بين القطبين المتوافقين خلف جدران مكتبي " الكرملين" و"البيت الأبيض" ، الصورة غدت أكثر وضوحا بعد الانقلاب الفاشل الذي تعرضت إليه تركيا ، والذي عطل لوقت معين ما كانت المملكة السعودية تنمي به نفسها بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية إن وجَّهَت عنايتها أكثر وأزيد لضرب إيران، الزاحفة منذ زمان، صوب تحالف استراتيجي مع روسيا بوتين واستعادة تعاونها مع أمريكا درجا درجا حتى اعتلاء سيطرتها كنفوذ مالك لسلاح الدمار الشامل على نصف ما يحيطها من كيانات ودول تعتبرها إيران، الخلفية المتسربة من خلالها مهما بلغ الثمن، لضمان انتشار ما تتخذه الهدف الأسمى الذي لا يحسه إلا الملتفين حول ذكرى استشهاد "الحسين" وما تجدده من طموح انتصار خرافي للشيعة على السنة تواصلت عبر الاجيال ، وستكون المملكة السعودية (إن لم تغير خططها) الخاسرة في هذا المجال ، مادامت إيران تركز في إستراتيجيتها على "رمز" تدافع المملكة السعودية على استمرارية نظام وله قائمة في الحكم محدودة من الرجال
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
212675958539