mercredi 25 juillet 2018

الخطاب سيعجل بالأسباب

الخطاب سيعجل بالأسباب
تطوان/ المغرب : مصطفى منيغ
لن يكون تاريخياً ولا مُعاصراً ولا خطيراً بل خطابا عادياً يقرؤه ملك معتقداً أن سكان المغرب عن آخرهم يستمعون إليه كالعادة ، ويصفقون عن محض إرادة، ثم ينسحبون في هدوء وصمت كأي مرة ، انتظاراً لنفس الحدث الدائر بذات المراسيم الفلكلورية المُكررة  . هناك المكلفون بكتابة الخطاب يتابعهم مباشرة خبير سياسة النظام الملكي كما يطلقون عليه داخل ذاك الديوان حيث "الصفوة" المُؤدى لأعضائها رواتب تفوق أجور بعض رؤساء الدول المتقدمة ، تُعقد حلقة للقراءة الإيطالية كما يسمون الفاعل العاملين بالميدان المسرحي للتمرين على النطق السليم واصطحاب النبرة الصوتية حلال مقاطع من نص سيذاع فحواه بواسطة الإعلام المرئي بالمجان وطنيا وبالمقابل بالنسبة لبعض القنوات ذات المشاهدة العالية العدد  عبر العالم ، طبعا للملك معلومات تُضاف للخطاب كأوامر تُعطى يستوحيها من مقامه الذي يجعل منه الأول والأخير مهما كان المجال براً أو بحراً أو جواً وكل مَن فوق المغرب عليه الولاء والطاعة والسجود ، ومن يعاكس ذلك فهو خائن يُحاكم سراً أو علانية لا فرق إذ ليس هناك دفاعا منتميا لأي هيأة قضائية من "طنجة" إلى حدود "موريتانيا" قادرا الوقوف حيال الإرادة الملكية الشريفة المقدسة المبجلة التي لها بهذه المناسبة احتفالا يبتدئ برنامجه بسماع الخطاب المذكور وينتهي بالسجود للملك كانسان دون الله الرحيم الرحمان.
... الخطاب لن يُلَطِّفَ أجواء  "الحسيمة" ، ولن يعبأ بوضعية "جرادة" ، أو يهتم بما سيترتب عن مثل الأحداث من تصعيد لوتيرة الاحتجاجات على الصعيد الوطني مستقبلا ، ليُبيِّن أنها شكل من أشكال التعبير الجماهيري العابر لن يُغيِّرَ في مخطط نظام الحكم قَيْدَ أنمُلة وكما الكتاب يُقْرَأُ من عنوانه على المُنتَظِر الفهم أزيد ، أن يستحضر ما حلَّ بالمسؤولين فيما عاد يُعرفُ بمشروع "منارة المتوسط" الذين قرَّر الملك في شأنهم ما قرر من عقوبات ظلت لحد الساعة أقوال مناسبات بعدها يهيمن النسيان بمفعول القوة ومن أراد أن يشرب من البحر فهو قريب لسكان"الحسيمة" ومن تحالف أو سيتحالف معهم بَدْءاً من منطقة الريف طولاً وعرضاً ، بقي هؤلاء ينعمون ويمرحون ويرقصون في بعض المهرجانات كأن الذي ربط مسؤوليتهم بالمحاسبة مجرد راعي يسعى لإخراجهم سالمين إذ كانوا يُنفِّذون تعليماته أساسا والعاقل من حلل انطلاقا من معلومات لا ينال أدنى شك من صحتها ، والأيام بيننا .
... الذين يسهرون على كتابة الخطاب والعرق يتصبَّب من جباههم خوفا من فقدان الثقة الموضوعة فيهم من طرف تابع خُطى المعني بالأمر، نجباء في عكس الوقائع بما يجعل الجائع يتصور أنه غير ضائع ، لكن التوقيت لم يعد يؤجل ما يستوجب الحسم لأسباب بسيطة دشنها الملك لحظة السؤال الذي طرحه مرددا :
- أين ذهبت الثروة المغربية ؟؟؟.
... منذ تلك الهنيئة بدأ النفق يتوغل حافره لاقتحام منبع أسرار تتوزع قنوات سيلانها بين باريز (فرنسا) ونيويورك (أمريكا) و "تل أبيب" (إسرائيل) ، وأثينا (اليونان) ، وبارن (سويسرا) وأيو ظبي (الامارات) دون حصر القائمة . ومع ذلك لا زالت الفواتير تُدفع من طرف الشعب بما فيها الموجة لتغطية تكاليف المناسبة المُعدة لسماع خطاب لن يُقدم أو يؤخر شيئا وَتَدُ الخيمة الأساسي المقامة فيها حفل السجود لملك ابتعد ،أقولها وأمري لله، عن سماع صوت الحق المنطلق من حناجر الشعب المغربي العظيم حفظه الله ونصره . (المقال المقبل تحت عنوان:"ّالخِطاب الجامع للحَطب")
                                                   مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان

 في سيدني _ استراليا

lundi 23 juillet 2018

الخطاب، سيبتعد عمَّا لذَّ وطاب

الخطاب، سيبتعد عمَّا لذَّ وطاب

تطوان : مصطفى منيغ
الجَوْهَرُ سيظل عَكسَ المُنْتَظَر، السَّطْحُ كلمات مُنَمَّقَة بها نفس اللسان لعشرين مرة عَبَّر،  كأنه بالجديد للمستقبل الأفضل عَبَر، يخال المنتبه له أن الآتي قبل نهايته مُعتبر، لكن المجموع سيكون مخيبا لجل التوقعات بل أمَرَّ من ذلك أو أكثر، المُحاطُ بالتقارير المغلوطة المضخَّمة بأرقام غير مضبوطة لن يُبَدِّلَ أو يتغيَّر ، بالأحرى إن كان رِبْح محيطه يزداد فما الحاجة إذن لسماع مَن إذا أنصفهم لذات المحيط خَسِر ، الحل المعتمد كائن لديه في القوة يكفي بمجرد اصغر إشارة، إسكات كل الاحتجاجات و في محاكمة واحدة معاقبة مَن تزعم المظاهرات أو بخروجها أمر.
الخطاب إن بقي في المغرب مَن يستمِعُ إليه خارج المجهودات المبذولة من طرف عمال الأقاليم بواسطة أعوان السلطة والقُواد ورؤساء الدوائر والباشاوات الضاغطين على السكان لحضور حفلات الاستماع المقامة بكؤوس الشاي والحلويات سيكون خلال هذا اليوم والملك يخلد ذكرى جلوسه على كرس الحكم المطلق في هذا البلد  ثم بعد دقائق يطاله النسيان ،  ولن يتوقف زمن الزمان ، على إصلاح ما فسد في عموم الوطن ، ليؤرخ أن إدراك ما فات حلَّ في مثل الابان ، بعزيمة ملك اختار الرجوع لخدمة الشعب وتبرئة نفسه من "قلة" رهبان ، كادت إلحاق الجميع بكارثة سيتردد هولها (لو حدثت) على كل لسان ، أينما استقر فوق البسيطة إنسان .
 المستثمر لن يُفَرِّطَ في مجموعة مستثمرين مثله أو أقل من ذلك بكثير يفضلون التعامل (ولو غير المباشر) مع آلياته النافذة لضمان تصريف المنتوجات وحصد الربح الوفير بدل إتباع المسالك القانونية المطبقة بوجود حكومة لها مفعولها الدستوري وإرادة مستمدة من اختيار الشعب لها أولا وأخيرا ، لذا المقاطعة لم تهدف لتكسير شوكة "الثلاثي" المعروف بل الوصول لراعيهم وتنبيهه أن المعلومات الصحيحة أصبحت مباحة تتوارد من موريتانيا ودول معينة افريقية ورأس الحربة في الموضوع فرنسا ، تتوافد بنظام وانتظام على عقلاء لا زال أصحابها متمسكين بحكمة الصبر كي يستيقظ من استحلى السبات وتركها مباحة للنهب والتسيب وإلحاق كل أنواع الضرر بالشعب المغربي الذي لا يستحق لعظمته مثل هذه الحالة التي وصل إليها أعزَّ ما يملك المغرب .
لو كانت الحكومة قوية لا تخشى في الحق لومة لائم لما واجهت الشعب بسلسلة من الشتائم بعيدة كل البعد عن مقامها التنفيذي الإداري المدني الرفيع ، وبدل أن تعالج المقاطعة باحترام خيارات الشعب المغربي ، تبنت الدفاع عن مصالح مستثمرين بكيفية لم تترك أدنى شك أنها بمثابة خاتم من قصدير في أصبع مكلف بتبليغها التعليمات لتنفذ دون أن تتنفس ، وهذا نفسه يعد مدخلا أن شأن المقاطعة لن يتناوله الخطاب أن كان الملك لا زال مواصلا حمايته لبعض الجهات المرفوض بقاؤها (على ما تهواه من استغلال مفرط لخيرات البلاد) من طرف الشعب ( والى المقال التالي بعنوان: الخطاب ، سيعجِّل بالأسباب )  
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان

 في سيدني _ استراليا